انه فرصة ثمينة يجب أن ننتهزها ، حتى نبتعد عن الإسراف في استعمال أدوية كثيرة: مقوية ومنبهه ومنومه وغيرها.. فهو يغنيك عنها، أو على الأقل يقلل من استعمالك لها،وبذلك تتحسن صحتك، وتختفي أعراض مرضية عديدة من حياتك وهذه هي الصورة الحقيقية لما يقوم به الصيام بديلا عن الدواء.
إذا كنت من عشاق الأدوية المقوية والفيتامينات ومهدئات الأعصاب والمنومات فالصوم يغنيك عنها جميعا.
فان الشهوة للطعام لا تعنى حتما (الجوع) فقد تشتهى الطعام ومعدتك مليئة.....وقد تكون جائعا- والجوع هنا يعنى حاجة الجسم للطعام- ولا تشتهى طعاما.
والجوع قد يدفع المرء لأن يتناول طعاما لا يمكن أن يثير الشهية،فالجندي أو الرحالة الذي ضل طريقه مثلا ، قد يدفعه الجوع لا الشهوة لأن يأكل طعاما كاد يفسد ، أو غذاء كريه الطعم والرائحة.. وقد تبقى الشهوة للطعام بعد أن يزول الجوع ،فنحن نأكل بمتعه ولذة أنواع الحلوى المغرية حتى بعد أن نشبع ولا نصبح في حاجة إلى الطعام...والواقع أنه كلما زاد استمتاعنا بالغذاء أصبحت عملية الهضم أسرع وأيسر...ولكن إذا أعقب الوجبة ضيق أو توعك ، كان ذلك دليلا على خطأ ما، فان أعراض ( عدم الرضا) المعدة السليمة عن وجبة أكلناها.. هي الأضواء الحمراء التي تحذرنا من خطر يواجهنا إذا كررنا ذلك.
والمعدة قد تلزم الصمت إذا أكرهتها على ما لا تستسيغ المرة بعد الأخرى .. ولكنها أخيرا تثور فتضرب عن العمل أو تحدث ضررا لباقي الأعضاء.
إننا كثيرا ما نعاند الطبيعة ، ثم نتوقع من الطب أن يقدم لنا المعجزات فنحن غالبا ما نواصل عاداتنا الغذائية الضارة ونعمد إلى الأدوية لنخفى أعراض سوء التغذية أو سوء الهضم واضطرابه الذي يتمثل في الضعف العام أو ضعف الشهية للطعام أو زيادة الحموضة ، أو الإصابة بالإمساك..ومداومة استعمال مضادات الحموضة– وان بدا لنا الأضرار منها- فإنها قد تساعد على الإقلال من إفراز العصارات الهاضمة .. كما أنها قد تزيد من نسبة قلوية الدم ، مما يؤدى إلى الصداع والعصبية والشكوى من آلام عضلية.
واستعمال الملينات باستمرار قد يؤدى إلى التهاب مزمن ويحول دون إفادة الجسم من الغذاء .. وحتى البارافين السائل يحول دون امتصاص بعض الفيتامينات والعناصر الضرورية الأخرى وكثرة استعمال المهضمات يدلل المعدة ، ويدفعها إلى الخمول فيتوقف إفراز عصارتها الهاضمة. وعليه فان الصيام فرصة ثمينة، للامتناع عن عادات سيئة كثيرة وفى مقدمتها الإسراف في تناول المقويات والفيتامينات والمهضمات ومهدئات الأعصاب والمنومات وتجنب ما يتلو ذلك من مضاعفات