الشمس نجمنا العجيب
تعد الشمس أقرب النجوم إلينا وتحوي من الأسرار والغرائب أكثر بكثير مما اكتشف
وان طبيعة شمسنا ككرة غازية ملتهبة بدلاً من أن تكون جسماً صلباً جعل لها بعض الحقائق العجيبة منها :
إنها تدور حول محورها بطريقة مغايرة تماما لطريقة دوران الكواكب الصلبة
فوسط الشمس " خط استوائها " يدور حول المحور دورة كاملة في 25 يوما
بينما تطول هذه المدة في المناطق شمال وجنوب خط الاستواء حتى تصل إلى حوالي 37 يوما عند القطبين
أي أن الشمس في هذه الحالة تدور وكأنها تفتل فتلا وطريقة دورانها تسمى( Differential Rotation )
ولعل هذه الحركة التي وصفها ابن عباس عندما قال عن الشمس إنها تدور كما يدور المغزل
وهذا بالتالي يؤدي إلى تداخل خطوط القوى المغناطيسية الموجودة على سطحها بطريقة معقدة جداً
وهذه بدورها ومع مرور الزمن تؤثر بشكل قوي على ظهور بعض الظواهر الشمسية مثل الكلف الشمسي
وتنتفض الشمس وتهتز مثل " الجيلي " جاء هذا الاكتشاف في دراسة أعدت سنة 1973
عندما حاول العالم ( R.H.Dicke )
قياس قطر الشمس بين القطبين وعند خط الإستواء ليتأكد اذا كان هناك أي تفلطح للشمس
أي أن قطرها عند القطبين أقل منه عند خط الاستواء والعكس صحيح
فأطلق التعبير أن الشمس تهتز مثل " الجيلي" إلا أن هذا الاهتزاز مسافته لا تزيد عن 5 كيلومتر
وبسرعة 10 أمتار في الثانية وهذه بالطبع تحتاج إلى أجهزة بالغة في الدقة والتعقيد لاكتشافها
ثم اكتشف بعد ذلك فريق من العلماء الروس والبريطانيين سنة 1976 بأن هناك "اهتزازات " أخرى
للشمس إحداهما تحدث كل خمسين دقيقة والأخرى تحدث كل ساعتين وأربعين دقيقة
واصبح الان ما يسمى بعلم " الزلازل الشمسية " ذا أهمية قصوى في علم الفلك
لتعلم أسرار الشمس والتي مازال هناك الكثير لفك اسرارها وخفاياها