الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله إلى الناس أجمعين ، وبعد :
تابعت " منظمة النصرة العالمية " باستياء بالغ ما قامت به مجموعة كبيرة من الصحف الدانماركية من إعادة لنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء (6/2/1429هـ الموافق 13/2/2008م) بحجة التأكيد على حرية التعبير في أعقاب إعلان المخابرات الدانمركية عن حملة للاعتقالات قامت بها الشرطة الدانماركية في مدينة آرهوس لمشتبهين بدعوى تخطيطهم لقتل رسام الكاريكاتير صاحب الرسوم المسيئة .والمنظمة تدين ذلك وتستنكره , وتؤكد أنه لا يصدر إلا عمن ليس عنده احترام للأديان والأنبياء ، ويعتبر مثالاً للإفلاس الحضاري والانحطاط الأخلاقي، كما يعكس صورة من صور الحقد الأعمى والعنصرية البغيضة لدى تلك الصحف ومن يمثلها.
ومنظمة النصرة لا تثق في مصداقية هذه الإجراءات الأمنية لأنها تستند إلى قوانين الأدلة السرية وليس فيها محاكمة عادلة، والإبعاد لا يستند إلى إدانة وإنما يكفي فيه الاشتباه بحسب نص القانون، وبالتالي فإن المصداقية غير متوفرة ويؤكد ذلك الإعلان الرسمي بعدم كفاية الأدلة، وفي الوقت نفسه فإن المنظمة ترفض أي تصرف من هذا النوع ، وتعتبر أن مثل هذا التصرف بالقتل أو العدوان -على افتراض وجوده – يمثل إساءة للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم ويوفر الذريعة للعدوان على الإسلام وأهله وقد نهى الله عن ذلك بقوله: { ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } .
ومنظمة النصرة تبنت عدة استراتيجيات وهي:
أولاً: التواصل والتشاور مع المسلمين في موقع الحدث, ودعم جهودهم وتقديم الإسناد اللازم لهم، وقد تابعت المنظمة تعامل المسلمين في الدانمارك مع الحدث حيث قاموا بالخطوات التالية :
1. إصدار بيان باسم مجموعة كبيرة تمثل المؤسسات والمساجد الإسلامية أدانوا تلك الفعلة الشنيعة وبينوا أنها تأتي في سياق المزيد من استفزاز المسلمين تحت مظلة حرية التعبير، وأنهم سيواصلون الاعتراض على هذه الممارسات بالوسائل السلمية في ظل القانون.
2. القيام بمسيرات احتجاج بعد صلاة الجمعة.
3. تصريح القيادات الإسلامية لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية بموقف المسلمين واعتراضهم الشديد على هذه الاستفزازات والتنويه بأنها لاتتفق مع العدالة، وتؤثر سلبيا على السلم الاجتماعي للمواطنين.
4. الدعوة لجميع المسلمين في الدانمرك بعدم القيام بأي أعمال عنف وشغب، وأي أنشطة خارجة عن القانون لما لذلك من آثار سلبية على الجالية الإسلامية.
5. السعي لمتابعة وتجديد الجهود القانونية ضد من يسيء للإسلام والمسلمين بحسب المتاح من الناحية القانونية والمادية.
6. التواصل مع الجهات والمؤسسات والشخصيات الدانمركية الرافضة للإساءة للمسلمين، والمعارضة للتمييز الموجه ضدهم، والمدافعة عن حقوقهم الوطنية والدينية.
ثانياً: التواصل مع أعضاء المنظمة وممثليها في الدول المختلفة وتفعيل أدوارهم لإبراز عالمية التحرك الإيجابي القائم على التنسيق والتشاور والتواصل، وتم التوجيه بما يلي:
1. التعبير عن الاستياء والإدانة لهذه الأفعال والمطالبة بإيقافها، وبيان تأثيرها السلبي على العاقات مع الشعوب والدول الإسلامية، وذلك من خلال تقديم خطابات بذلك إلى السفارات الدانمركية في مختلف الدول.
2. تقديم الاحتجاجات إلى مؤسسات الإتحاد الأوروبي في الدول المختلفة.
3. القيام بالتعبير العام عن الإدانة بالوسائل السلمية حسب المتاح قانونياً في كل دولة من الدول، مع إمكانية التنسيق لتوحيد توقيت هذه الاحتجاجات لإبراز عالميتها.
4. مخاطبة الجهات الرسمية والأهلية والشعبية ودعوتها للضغط والتأثير سلباً على العلاقة التجارية مع دولة الدانمرك ، وتذكيرهم بالمقاطعة الشعبية السابقة للمنتجات الدانمركية في معظم الدول الإسلامية .
ثالثاً: التواصل والتنسيق مع المؤسسات والإسلامية ذات الصلة لاتخاذ المواقف والخطوات الإيجابية، والعمل على الوقاية من التصرفات التي تؤدي إلى سلبيات تضر بالجاليات الإسلامية أو تسيء إلى الإسلام وتشوه صورته، وفي هذا السياق تقوم المنظمة بما يلي:
1. التنسيق مع (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا)، و( المجلس الأعلى للدعوة والإغاثة).، (رابطة العالم الإسلامي).
2. التواصل من خلال ما سبق مع كل من
منظمة المؤتمر الإسلامي)، و( جامعة الدول العربية).
ومنظمة النصرة العالمية إذ تعلن ذلك لتؤكد بأن مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء والمرسلين أسمى وأرفع من أن تصل هذه الرسوم وأمثالها للنيل منهم ، وأن مثل هذه الرسوم وكل ما يمثل إهانة توجه ضد الإسلام ومقدساته لا تزيد المسلمين إلا تمسكاً بدينهم ونصرة لنبيهم ، كما تزيد عدد الباحثين عن حقيقة الإسلام ومعرفة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي زيادة عدد الداخلين في الإسلام كما أثبتت ذلك الإحصائيات التي تلت أزمة الرسوم السابقة.
كما تدعو المنظمة المسلمين إلى تحويل مشاعر الغضب لرسولهم الكريم إلى قوة دافعة للإنتاج والعمل ، وحركة دؤوبة للتعريف بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته ورسالته الحضارية التي جاءت بالخير للإنسانية جمعاء.
وتؤكد المنظمة أن هناك شخصيات بارزة ومؤسسات متعددة في الدانمرك ترفض هذه الإساءات وتدافع عن المسلمين، وتقوم بأعمال إيجابية مشكورة للتعبير عن إدانتها لهذه التصرفات، وتعمل كذلك على توعية المجتمع بخطأ وخطورة وضرر هذه الممارسات.
وتدعو منظمة النصرة العالمية الحكومة الدانماركية خصوصاً والدول الغربية عموماً إلى الوقوف بحزم أمام الاتجاهات العنصرية ضد المسلمين، وحملات التشويه المتعمد للإسلام ورسوله الكريم ، وتوضح بكل صراحة أن ذلك يناقض دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تسمية هذا العام (عام حوار الثقافات)، كما أنه يتعارض مع الشعارات التي يرفعها من احترام الإسلام وتقدير الحضارة الإسلامية، ولا بد من معرفة أن ذلك لا يدخل في إطار حرية التعبير، بل يؤدي إلى استثارة مشاعر المسلمين في أنحاء العالم، وتؤكد أن مثل هذه الأعمال غير المسئولة هي شرارات يطلقها المتطرفون في كل مكان لتأجيج نار الصراع بين الأمم والشعوب ويجب كبحها ومواجهتها بحزم وإصرار والله متم نوره وناصر دينه ولو كره الكافرون .
المصدر :
http://www.nusrah.org/AR/Contents.aspx?AID=55