أنـت فـي الـكـون كروح مستسر
روحـنـا أنـت ، ومـنـا تـستتر
مـنـك فـيـه نـغـمة عود الحياه فـي هـواك ، الموت محسود الحياه
عـد فـسـكّـنْ الـقـلوب البائسه عـد فـعـمّـر ذي الصدور اليائسه
عـد فـكـلـفـنـا الـفعال الماجدا ألـهـبـنّ الـعـشـق فينا الخامدا
إنـنـا نـشـكـو تصاريف القضاء أنت تغلي السعر والأيدي خلاء
عــيـنَ سُـهـد لـفـؤادٍ قـلـقِ امـنـحـنّـا واضـطراب الزئبقِ
آيـة أظـهـر مـن الآي الـمبين لـنـرى أعـناق قوم خاضعين
أظـهـر الـبـركـان من أعوادنا وامـح غـيـر الله فـي نـيـراننا
كـَفـنـا ألـقـت بـخـيط الوحدة كـم تـرى أمـرنا من عقدة ؟
قـد مـضـيـنـا كـنـجوم حائرة إخــوة لــكـن وجـوه نـافـره
انـظـمـن فـي السلك هذا الورقا جـددن سـنـة حـبّ أخـلقا
ابـعـثـنـا مـثـل مـا كـنا لكا ائـتـمـن فـيـمـا تـرى أحبابكا
مـنـزل الـتـسـلـيم أبلغ ركبنا عـزم إبـراهـيـم يـسـره لـنا
عـلـمـن الـعشق من أفعال " لا " رمـز إلا الله عـلـم غـافـلا
* * * * * *
أنـا كـالـشـمـع لـغيري أحرق وبـدمـعـي كـل حـفـل يشرق
ربِّ ! هـذا الـدمع نور في القلوب ذو هـيـاج واضـطـراب ونحيب
أبـذر الـدمـع فـتـنـمـو شعل نـار شقر الروض منها تنصل
أمـس فـي قـلـبي ، وعيناي الغد أنـا فـي الـجـمع فريدٌ موحد
" ظـن كـلٌّ أنـنـي نـعم السمير ليس يدري أي سر في الضمير"
أيـن يـا ربـاه فـي الـدنيا النديم نـخـل سـيـناء أنا ، أين الكليم؟
ظـالـم نـفـسـي فـكـم عنّيتها شـعـلاً فـي صـدرهـا أذكـيتها
شـعـلاً لـلـحـس تـذرو مـا به وتـشـب الـنـار في أثوابه
وبـهـا الـعـقـل جـنـوناً علّما وبـهـا أُحـرِق مـا قد علما
قـد عـلت من حرها شمس السماء حـولـهـا للبرق طوق في الفضاء
كـل عـرق فـيّ نـاراً يـقـطر شـعـلاً يـنـبـت فـي الـشَـعَرُ
بـلـبـلـي يـلـقـط هذا الشررا فـتـراه نـغـمـاً مـسـتـعـمرا
صـدر عـصـري مـا بقلب يؤهل نـوح قيس حين يخلو المحمل
يـخـفـق الـشـمـع وحيداً ويله فـي فـراش لا يرى أهلاً له
كـم أرجّـي مـسعداً لي في البشر ونـجـيـاً كـم أرجـي في الدهر
* * * * * *
يـا مـن الأنـجـم مـنه تستنير ! أرجـعـن نارك من روحي الكسير
اسـلـبـن نـفـسـي مـا أودعتها عـطـلـن مـن نـورهـا مرآتها
أو فـهـب لـي وجـه خِـلّ لـبق هـو مـرآة لـعـشـق مـحـرق
* * * * * *
يـخـفـق الموج بموج في العباب لا يـسـيـر الموج إلا في صحاب
ومـع الـكـوكـب يسري الكوكب وعـلـى الأقـمـار يـحنو الغيهب
ومــع الــلـيـل نـهـار أبـداً ومـسـيـر الـيـوم يـقـتاد غدا
نـهـراً ، أبـصـرُ، يفنى في نهر ونـسـيم الروض في عرف الزهر
رب حــانٍ آهـل مـن شـربـه راقـص الـمـجـنـون مجنوناً به
أنـت يـا واحـد لا شـبـه لـكـا عـالـمـاً أنـشـأتـه مـن iiأجلكا
وأنـا مـثـل شـقـيـقـات الفلا مـفردٌ ، في بهرة الجمع خلا
هـب نـجـيـاً يـا ولـي الـنعمة مـحـرمـاً يـدرك مـا في فطرتي
هـب نـجـيـاً لـقـنـا ذا جـنة لـيـس بـالدنيا له من صلة
روحــه أودع مــن أنـايـتـه وأرى فـي قـلـبـه مـرآتـيـه
د. محمد إقبال